الأحد، 8 أغسطس 2010

عمق الفكر الانسانى

الفكر الانسانى و الى ماذا يؤدى
كلما ارتقى فكر الانسان كلما تغلب على نزواته الفترية لتكون له الارادة القوية فى ان يكون انسانا .
و فترة الانسان تجعله مقاربا للحيوان و الذى لا يهذب طبيعته لانه غير عاقل و لكنه يعيش يومه ,
فهو عندما يجوع ياكل و عندما تقوم عليه غريزته فلا يقمعها الى ان يفرغها فى اى حيوانة تشاركه
غريزته و هنا تكون الفترة هى المحرك الاساسى لحياة هذا الحيوان .
و لكن ماذا يكون حال من يتعاملون مع الغريزة على انها شئ هو له القوة فى قمعه و تكون له قوة العزيمة على لجم هذا الحيوان الذى يزار داخله و هل فعلا يوجد بشر يستطيعون لجم هذا الحيوان الداخلى و المسمى بالغريزة !!
الاجابة نعم
فهم اختارو ان يكونوا ملائكة على الارض و بفكرهم الانسانى ميزوا كيف يكون السبيل الى هذا الطريق
فهم عرفوا العذراء القديسة مريم و التى كرمتها كل الاديان بداية من اشعياء فهو الذى كلمنا عن حبلها المعجزى و هى عذراء و ذلك فى العهد القديم و صولا الى القران و الذى قال عنها انها اطهر نساء العالمين .
فتلك البتول اختارها الله و جعل الحبل بها ايضا معجزى لان ابويها كان عاقرين و لكن نذرت ام العذراء السيدة حنة ان تهب وليدها الى هيكل الله فى حالة ان تحبل و تلد و قد استجاب لها الله و انجبت الطفلة الرائعة الجمال و التى سميت باسم مريم و الذى يعنى العنيدة بالغة العبرانية و ايضا له معنى السيدة .
و قد عاشت حياتها فى طهارة كاملة و قد اقمعت جسدها و لجمت غريزتها لانها كانت دائمة الصلاة والعبادة و هنا لم تعيش العذراء مريم بالفترة و لكن عاشت بالصلاة
و ايضا كان لنا مثال السيد المسيح و الذى لم يتزوج ايضا على الرغم من انه شا بهنا فى كل شئ - فهو كان يجوع و كان يعطش و كان يتعب و ينام و لكنه لم يشتهى امرآة .
و قد اختار القديس بولس الرسول نفس طريق البتولية و قال ( اقمع جسدى و استعبده حتى بعد ما كرزت للاخرين الاأصير انا نفسى مرفوضا - الرسالة الاولى الى كورنثوس 9 :27 ) و الخوف من الرفض ليس بسبب الزواج لان الزواج مقدس فى المسيحية و لكن لكى لا تتعطل خدمته فى التبشير بالمسيح , فالتبشير يحتاج الى التنقل و السفر و خاصة فى بداية نشر المسيحية و التى اعتمدت فى انتشارها على اثنا عشر تلميذا و سبعين رسولا و بالاثنى و ثمانين فردا وصلت المسيحية لكل انحاء العالم و معظمهم كانوا بتوليين لانهم كانوا يشعرون بالامانة و التى تركها لهم السيد المسيح و ان لهم وزنات عليهم الاتجار بها لكسب نفوس للملكوت الابدى و هذا كان عملهم و هذه كانت حياة من شهدوا للمسيح قديما .
و من هنا بدأ فكر الحياة الرهبانية و التى بدات فى الصحراء المصرية و تحديدا عند الحدود الشرقية لمصر عند البحر الاحمر و التى بداها الانبا اطونيوس مؤسس الرهبنة فى العالم .
و من هنا انتعشت الحياة الرهبانية و عمرت الصحرا بقلالى الرهبان المنعزلين عن العالم يقضون حياتهم فى عبادة خالصة لله غير عابئين بمباهج و صخب العالم و الملئ بكل النزوات و التى تجر البشر الى الانزلاق فى هوة لا تنتهى اسمها حب الامتلاك و الاقتناء و الغيرة و الحسد و البحث عن اصحاب الكراسى للوصول للاهداف و التى تكون دائما غير شريفة
فمن اختاروا ان يعيشوا من اجل المسيح إختاروا حياة التسليم للمسيح و لارادة المسيح و الذى اعطاهم السلطان على نفوسهم و على اجسادهم و على نزواتهم لكى تكون حياتهم هى حياء ملائكة و قديسين على الارض و يا ليتنا نقترب من هؤلاء لانهم عندهم كنوز سماوية اعطاهم لهم السيد المسيح لكى يمنحوها لمن يسالهم هذا العطاء .