الاب يوسف الكبير
ما نعيشه الان يحتاج منا اعادة تفكير فيما يدور حولنا هل هو من الناس ام هو من الله
فعلى كل مؤمن ان يعرف ان كل مايدور حولنا هو بسماح من الله - فالضيقة هى للتأديب و هى سبب بركة لاننا لا نجد ملجأ لنا غير الله فنلوذ اليه منسحقين امامه فى الروح لننال نعمة فى عينه و حينئذ ننال مرضاته و عندها يرسل لنا المعونة
فنجاتنا ليست بمعونة بشر
و تعالوا نشوف الاب يوسف الكبير بينصحنا بايه - و صدقونى ان كلامه على الرغم من انه من القرن الرابع الا انه هو الذى نعيشه الان و كانه يتكلم على عصرنا الحديث
قراءة معاصرة لقصة قديمة
( من القرن الرابع )
حدث فى شيـهيت أن لاحظ الأخوة أن الأب يوسف الكبير أصبح حزيناً ، وقد صار فى ضيق عظيم فسألوه أن يحكى لهم عن سبب كآبتـه الشديدة ولكنـه آثر الصمت . أخيراً ذهبوا إليـه قائلين :
ألعلنا نكون السبب فى حزنك يا أبانا ؟!
فأجابـهم الشيخ :
اغفروا لى يا أخوتى فأنا لست متضايقاً منكم ولكنى متضايق من نفسى ، لأنى أرى نفسى أعود إلى الوراء ولا أسير إلى قدام وأنا العلة فى هذه الخسارة التى أصابتنى ، ليس وحدى بل والآخرين أيضاً معى. فها أنا أرى أننا نخسر أنفسنا على طول الطريق أكثر من أى وقت مضى ، حتى خسرنا كل ماربحناه من الرب سابقاً . لأن عدم الحياء وعدم مخافة الله قد ملكت علينا ، ففيما مضى حينما كان يجتمع الآباء معاً كانوا يدفعون بعضهم إلى فوق نحو السماء . ولكننا أصبحنا قطيعاً منحلاً والخطية أماتت أنفسنا ، وإذا اجتمع بعضنا مع بعض نتكلم بما لا يليق نحو بعضنا البعض ، فأصبح الواحد منا يشد الآخر ليدفعه نحو جهنم، وأصبحنا لا نكتفى بخسارة أنفسنا بل كل أخ جديد يأتى إلينا ؛ أو كل غريب يحل فى وسطنا؛ أو حتى كل زائر يأتينا ؛ يعثر ويخسر بسببنا … كم من مرة سمعت بنفسى ما يقوله الأخوة الغرباء ، أننا أصبحنا نسلك فى وصايا الأباء بانحلال . فالآن ماذا تريدون أيـها الأخوة ؟ هل أنتم مستعدون أن ترجعوا عن انحلالكم وتتمسكوا بوصايا الآباء بكل اعتناء واهتمام ، أو أرحل بعيداً عنكم .
وحدث لما سمع الأخوة هذا الكلام أن اجتمعوا حول الأب يوسف وابتدءوا يشرحون له معتذرين "…ماذا نعمل فالشيوخ لم يعلمونا والقديسون لم يكونوا يجلسون فى وسطنا كالمعتاد ولا كانوا يأخذون موضعهم على المائدة معنا . فكلنا يشتـهى أن يسمع تاريخ الشيوخ وسيرتـهم ووصاياهم … ولكننا محرومون من سماع كلامهم . وابتدأ الأخوة يحتجون بحزن وانفعال شديد.
فلما رأى الأب يوسف أن الجماعة كلها قد تحرك قلبـها والكل يتوجع طلب منـهم أن يـهدءوا وينصتوا قائلاً :
أطلب إليكم أيـها الأخوة أن تكفوا عن هذا التشويش فالله دعانا فى السلام فالآن أنا أدعوكم أن تصلوا وتتوسلوا لدى الله أن يصرف عنا جماعة الشياطين التى أحدقت بنا لتقاومنا ؛ فأنا أراهم قد استعدوا ضدنا بغضب ، وهم مزمعون أن يمزقونا مالم تتداركنا مراحم الله. وابتدأ بنفسه يسبح المزمور وسبحت كل الجماعة وقاموا كلهم فى توبة بعد الصلاة . فقال لهم الأب يوسف :
قوموا يا أخوة والتفتوا إلى حياتكم فقد سمعتم بأنفسكم كيف أن الشياطين تسعى لهلاكنا ، تصالحوا كل واحد مع أخيـه واصفحوا عن كل إساءة لكل إنسان من كل القلب . واربطوا قلوبكم بمحبة الرب ، ومحبة بعضكم البعض بغيرة حارة وضمير نقى واقتربوا إلى الله يقترب إليكم ، وقفوا بعزم قبالة حروب الشياطين ، فإن حفظتم وصايا الآباء بالحق فأنا أكون لكم ضميناً أمام الله أن الشيطان لن يؤذيكم …ولكن لو أهملتم الوصايا … فصدقونى إن هذا المكان يصير خراباً .
فندم الأخوة وتابوا كل واحد من نحو أخيـه وتصالحوا معاً . ووضعوا على أنفسهم قانوناً أن يضبط كل إنسان نفسه ضد أى توان أو إهمال أو عدم مخافة الله. وإن وُجِد أحد مستخف بوصايا الآباء يكون قد حكم على نفسه أنـه أصبح غريباً عن جسم الجماعة نفسها .
( فهل نقوم نحن أيضاً .)
ما نعيشه الان يحتاج منا اعادة تفكير فيما يدور حولنا هل هو من الناس ام هو من الله
فعلى كل مؤمن ان يعرف ان كل مايدور حولنا هو بسماح من الله - فالضيقة هى للتأديب و هى سبب بركة لاننا لا نجد ملجأ لنا غير الله فنلوذ اليه منسحقين امامه فى الروح لننال نعمة فى عينه و حينئذ ننال مرضاته و عندها يرسل لنا المعونة
فنجاتنا ليست بمعونة بشر
و تعالوا نشوف الاب يوسف الكبير بينصحنا بايه - و صدقونى ان كلامه على الرغم من انه من القرن الرابع الا انه هو الذى نعيشه الان و كانه يتكلم على عصرنا الحديث
قراءة معاصرة لقصة قديمة
( من القرن الرابع )
حدث فى شيـهيت أن لاحظ الأخوة أن الأب يوسف الكبير أصبح حزيناً ، وقد صار فى ضيق عظيم فسألوه أن يحكى لهم عن سبب كآبتـه الشديدة ولكنـه آثر الصمت . أخيراً ذهبوا إليـه قائلين :
ألعلنا نكون السبب فى حزنك يا أبانا ؟!
فأجابـهم الشيخ :
اغفروا لى يا أخوتى فأنا لست متضايقاً منكم ولكنى متضايق من نفسى ، لأنى أرى نفسى أعود إلى الوراء ولا أسير إلى قدام وأنا العلة فى هذه الخسارة التى أصابتنى ، ليس وحدى بل والآخرين أيضاً معى. فها أنا أرى أننا نخسر أنفسنا على طول الطريق أكثر من أى وقت مضى ، حتى خسرنا كل ماربحناه من الرب سابقاً . لأن عدم الحياء وعدم مخافة الله قد ملكت علينا ، ففيما مضى حينما كان يجتمع الآباء معاً كانوا يدفعون بعضهم إلى فوق نحو السماء . ولكننا أصبحنا قطيعاً منحلاً والخطية أماتت أنفسنا ، وإذا اجتمع بعضنا مع بعض نتكلم بما لا يليق نحو بعضنا البعض ، فأصبح الواحد منا يشد الآخر ليدفعه نحو جهنم، وأصبحنا لا نكتفى بخسارة أنفسنا بل كل أخ جديد يأتى إلينا ؛ أو كل غريب يحل فى وسطنا؛ أو حتى كل زائر يأتينا ؛ يعثر ويخسر بسببنا … كم من مرة سمعت بنفسى ما يقوله الأخوة الغرباء ، أننا أصبحنا نسلك فى وصايا الأباء بانحلال . فالآن ماذا تريدون أيـها الأخوة ؟ هل أنتم مستعدون أن ترجعوا عن انحلالكم وتتمسكوا بوصايا الآباء بكل اعتناء واهتمام ، أو أرحل بعيداً عنكم .
وحدث لما سمع الأخوة هذا الكلام أن اجتمعوا حول الأب يوسف وابتدءوا يشرحون له معتذرين "…ماذا نعمل فالشيوخ لم يعلمونا والقديسون لم يكونوا يجلسون فى وسطنا كالمعتاد ولا كانوا يأخذون موضعهم على المائدة معنا . فكلنا يشتـهى أن يسمع تاريخ الشيوخ وسيرتـهم ووصاياهم … ولكننا محرومون من سماع كلامهم . وابتدأ الأخوة يحتجون بحزن وانفعال شديد.
فلما رأى الأب يوسف أن الجماعة كلها قد تحرك قلبـها والكل يتوجع طلب منـهم أن يـهدءوا وينصتوا قائلاً :
أطلب إليكم أيـها الأخوة أن تكفوا عن هذا التشويش فالله دعانا فى السلام فالآن أنا أدعوكم أن تصلوا وتتوسلوا لدى الله أن يصرف عنا جماعة الشياطين التى أحدقت بنا لتقاومنا ؛ فأنا أراهم قد استعدوا ضدنا بغضب ، وهم مزمعون أن يمزقونا مالم تتداركنا مراحم الله. وابتدأ بنفسه يسبح المزمور وسبحت كل الجماعة وقاموا كلهم فى توبة بعد الصلاة . فقال لهم الأب يوسف :
قوموا يا أخوة والتفتوا إلى حياتكم فقد سمعتم بأنفسكم كيف أن الشياطين تسعى لهلاكنا ، تصالحوا كل واحد مع أخيـه واصفحوا عن كل إساءة لكل إنسان من كل القلب . واربطوا قلوبكم بمحبة الرب ، ومحبة بعضكم البعض بغيرة حارة وضمير نقى واقتربوا إلى الله يقترب إليكم ، وقفوا بعزم قبالة حروب الشياطين ، فإن حفظتم وصايا الآباء بالحق فأنا أكون لكم ضميناً أمام الله أن الشيطان لن يؤذيكم …ولكن لو أهملتم الوصايا … فصدقونى إن هذا المكان يصير خراباً .
فندم الأخوة وتابوا كل واحد من نحو أخيـه وتصالحوا معاً . ووضعوا على أنفسهم قانوناً أن يضبط كل إنسان نفسه ضد أى توان أو إهمال أو عدم مخافة الله. وإن وُجِد أحد مستخف بوصايا الآباء يكون قد حكم على نفسه أنـه أصبح غريباً عن جسم الجماعة نفسها .
( فهل نقوم نحن أيضاً .)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق